غريغوري بلانكنبلير م. أ . ميوز هو خبير معروف في مجال تعليم الغناء والموسيقى للأطفال وهو مؤلف سلسلة دروس الغناء للمغنين الصغار المشهورة .

ومع خبرة وصلت إلى 25 سنه في مجال تدريب وممارسة و تعلم الموسيقى فلقد قدم عروض في إيطاليا و إنجلترا و فرنسا و حصل على شهادات عالية في الموسيقى والتعليم . وهو مدير معهد الموسيقى بأكاديمية "جون أدم ". وإلى جانب ذلك فهو يمتلك أستدوديو كبير للطلاب الذين يتعلمون الغناء والبيانو في ساكرامنتو، كاليفورنيا. ويمكنك الوصول إلى صفحته الرئيسية من خلال www.GBMusic.me.

إستعراض ليتل ميوزيشن

بواسطة غريغوري بلانكنبلير م. أ . ميوز

خرافات شائعة

هناك معتقد غير صحيح ومستمر في العديد من ثقافتنا اليوم وهو أن الموسيقى وسيلة من وسائل الترفيه والتي يفضل تركها للأقلية المحظوظة التى تتمتع بموهبة فطرية. ولكن أثبتت الكثير من البحوث خطأ هذا المعتقد تماما حيث أثبتت تلك البحوث أن تعلم الموسيقى يجعل الأشخاص أذكى وأكثر صحة وأكثر نجاحا في الحياة بغض النظر عن مواهبهم الفطرية . وقد أثبتت دراسات حديثة التالي : 1 - إن دراسة الموسيقى تعزز نمو الدماغ 2 - تحسن مستوى الفرد في مجال الرياضيات بنسبة تصل إلى 27% . 3 - تساعد على ارتفاع معدل إختبار القدرات بنسبة تصل إلى 57 نقطة. 4 - تساعد أيضا على إرتفاع معدل إختبار الذكاء بنسبه تصل إلى 46% . 5 - كما ثبت أيضا أنه لها علاقة قوية بتحسين القراءة و مهارات الإختبار وتحسين السلوك وتقليل القلق والحصول على درجات أعلى في المدرسة .

كما ثبت أيضا بطلان المعتقد الذي يتعلق بالموهبة الفطرية في مجال الموسيقى حيث أثبتت الدراسات أن هذا الأمر يتعلق بالتنشئة وليس بالفطرة التي تفسر غالبية المهارات الموسيقية التي تذهلنا .ومن المتعارف عليه في مجال تنمية الطفل وجود فترة حاسمة بين الولادة و بين بلوغ الطفل عامه السادس وذلك لأن الطفل يقوم خلال هذه الفترة بتحقيق تقدم غير طبيعي في مجال تطوير اللغة . حيث يتعلم الأطفال جميع تراكيب وأساسيات لغتهم الأم خلال هذه الفترة . ولكن إذا تم تعليمهم لغة أجنبية خلال هذه الفترة فسيمكنهم تحدث تلك اللغة كما لو كانت لغتهم الأم لبقة حياتهم . إن إحتمالية تعلم و تطوير قدرات فائقة غير محدودة تقريبا خلال هذه الفترة التكوينية والتي لا تحدث سوى مرة واحدة في العمر .ولذلك تستغل برامج التعليم في مراحل عمرية مبكرة مثل ليتل ريدر و ليتل ماث هذه الفترة لتحقيق فائدة

دور الأبوة والأمومة

ربما لايكون من المفهوم جيدا أن القدرات الموسيقية تمارس بنفس الطريقة التي تمارس بها اللغة وأنه يتم تعلمها وتطويرها بنفس الطريقة تقريبا . إن الفرصة المذهله لتعلم اللغه في الفترة الحاسمة والتي تمتد من الولادة وحتى سن السادسة هي فترة أيضا لتنمية المهارات الموسيقية بطريقة لامثيل لها . ولقد فهم هذا المفهوم شينيتشي سوزوكي ,وهو مؤسس طريقة سوزكي وواحد من أبرز الخبراء في مجال تعليم الموسيقى للأطفال والذي شجع على دراسة الأطفال الصغارالذين تصل أعمارهم إلى 3 أعوام وما فوق للموسيقى وأطلق علي ذلك "تعليم المواهب " . فهو يؤمن أن الموسيقين الموهوبيين للغاية يتم صنعهم ولا يولدون هكذا . وقد أثبت وجهه نظره بأخذ المئات من الأطفال العاديين والذين يمكن مقابلتهم كل يوم والقيام بتدريبهم ليصبحوا عازفي كمان ممتازين على مستوى العالم . وتتلخص نظرية سوزكي في كلماته والتي قال فيها "إن الغرض من تعليم الموسيقى هو تدريب الأطفال ليصبحوا موسيقين رائعين وليسوا محترفين وليظهروا قدره عاليه عند دخولهم أي مجال أخر" . ولايوجد داعى للحديث عن المستويات العالية التي قد يصل إليها الأطفال إذا قمنا بتعليمهم بشكل صحيح مباشرة بعد الولادة . 6

إكتشف الباحثون في الأونة الأخيرة أن المقدرة على تحديد النغمات والمفاتيح الموسيقية بمجرد سماعها(وهذا مايطلق علية السمع المطلق ) ليس مجرد موهبة بشرية نادرة وعظيمة والتي يمكن للقليل من الأشخاص فقط الحصول عليها من خلال الجينات ولكنها أيضا مهارة لغوية يولد بها جميع الأطفال تقريبا . فغالبية الأطفال يولدوا ولديهم مقدرة فطرية على تطوير السمع المطلق ولكن لايحصل الكثير منهم على التحفيز الصحيح من أجل تطوير والحفاظ على هذه المهارة طوال سنين حياتهم 7

وبما أن دروس الموسيقى المنهجية عادة لاتبدأ قبل سن السادسة (أي عند إنتهاء فترة تعلم اللغة ) فإن عدد قليل جدا من الأطفال يتم تعليمهم الموسيقى . الأمر الذي يترتب عليه تنمية مهارة غير عادية.ويستثنى من ذلك كلا من موتسارت وباخ . فكلاهما أبناء لمؤلفين موسيقيين نشطاء وقد تعرفوا على أساسيات الموسيقى كل يوم حتى قبل أن يولودوا . كما أن كلاهما كان الأخ الأصغر سنا لفرد أخر من العائلة قام بدراسة الأورج وسماع كل تدريب وأغنية جيدا قبل عزفها . وأصبح كلاهما بمثابه معجزة وقد تفوقوا بكثير على إخوتهم الأكبر سنا وهم معروفين الان بكونهم أشهر الملحنين على الإطلاق . فهل ولد هذين العبقريين في مجال الموسيقى بموهبة تفوق موهبة أي شخص أخر ؟. ربما يكونوا قد ولودوا ولديهم بعض الميول التي ساعدتهم على ذلك ولكن لا يمكن أن يعزى نجاحهم إلى هذا فقط . فلقد كان لدى موتسارت وباخ فرصة نادرة لتلقي تعليم خاص في مجال الموسيقى منذ ولادتهم وهذا السبب الذي جعلهم مؤلفين موسيقيين عظماء . وبما أننا لسنا جميعا مؤلفين موسيقيين فلا يجب أن نبخل على أطفالنا الان بهذا النوع من التعليم في مجال الموسيقى . إن التقدم التكنولوجي الذي نشهده في وقتنا الحاضر يتيح لأطفالنا التعرف على الموسيقى والتدرب على ذلك .وقديما كان ذلك متاحا للأطفال المحظوظين (الأغنياء ) فقط . كما أن الكلاسكيات التي كان يتم سماعها من قبل عن طريق حشد مجموعة كبيرة من الموسيقين الخبراء فقط يمكن تشغيلها الان في أي وقت خلال اليوم بلمسة زر واحدة . ولم يحدث من قبل في التاريخ توفر مثل هذه الثروة من الموسيقى المغذية للعديد من الأشخاص بسهوله .

الدخول إلى ليتل ميوزيشن

ولكن التعليم الفعال للموسيقى في مرحلة عمرية مبكرة يتجاوز مجرد وضع إسطوانه (موتسارت للأطفال).يعد برنامج ليتل ميوزيشن الذي تم تصميمه من قبل بيرل كيدز أقرب شئ رأيته حتى الأن من أجل تعلم الموسيقى التي تعطينا ميول موسيقية مثل موتسارت وباخ في مرحلة عمرية مبكرة بكل سهوله .إن منهج ليتل ميوزيشن الذي تم تصميمه ليتم إستخدامه بشكل يومي مع الأطفال ابتداء من سن 6 أشهر يقوم بتعليم المهارات الموسيقية بنفس الطريقة التي يتعلم بها الأطفال اللغة . وبمساعدة الأباء الذين ليسوا بحاجة إلى شئ أخر سوى التفاني فسيتعرف الأطفال على أساسيات اللحن والتناغم والإيقاع ووزن اللحن بطريقة منظمة ومقنعة والتي تعمل على بناء مهارات لغتهم الموسيقية ببطء وبقوة .وقبل أن يبدأ الطفل بدراسة أله موسيقية فسيكون بإمكانه التعرف على اللحن أو الكورد في الصولفيج ومعرفة طبقات الصوت وإيقاعات مفاتيح الصول والألفا والضغط على مفتاح البيانو الصحيح عند إعطاؤه نوتة معينة هذا بالإضافة إلى إمكانية التعرف على الالات الموسيقية والأعمال المشهورة والملحنين الذين قاموا بكتابتها .

لقد تم تصميم ليتل ميوزيشن بحيث يتم تعلم الموسيقى من خلال دروس موسيقى تم وضعها من قبل . فبدلا من التركيز على الأداء الموسيقي كما كانت تفعل دروس الالات من قبل فهذه الدروس تقوم بتعليم الأطفال ليقوموا بسماع وفهم لغة الموسيقى بشكل صحيح . فبإستخدام نظام الصولفيج والذي استمر على مدار 900 عام سيتعلم الطلاب التعرف على طبقات الصوت المفردة و المسافات الصوتية والكوردات . كما ذكر الأباء أن أطفالهم قاموا بتطوير السمع المطلق من خلال البرنامج في مرحلة الإختبار .فمنذ اليوم الأول تعلم الأطفال أيضا قراءة هذه الطبقات على المدرج الموسيقي . وبجمع الأنماط اللحنية والإيقاعية كما هو معروف في تقاليد الموسيقى الغربية تعلم الأطفال قراءة وغناء الموسيقى بشكل صحيح كما أصبحوا أيضا مؤلفين موسيقيين حقيقيين يتمتعون بإحساس فطري إتجاه الموسيقى الجيدة . كما أصبح بإمكانهم إنشاء قطع موسيقية بأنفسهم .كما يقوم البرنامج أيضا بتعليمهم المزيد حول الالات الموسيقة المختلفة (من الكمان وحتى البانجو)والملحنين (من فيفالدي لغيرشوين)والأغاني المعروفة بما في ذلك العديد من الروائع الكلاسكية وأغاني الأطفال .

بعد الإطلاع على منهج ليتل ميوزيشن سيكون بإمكان أي طفل الإستفادة بشكل أكبر من دروس الموسيقى الخاصة هذا بالإضافة إلى تحقيقه نجاح باهر . فإلى جانب تعلم سماع وقراءة الموسيقى بشكل صحيح سوف يوفر البرنامج للأطفال ثروة من المعرفة والتجارب التي من شأنها أن تجعل لعبهم للموسيقى أكثر حرفية و بساطة . والأهم من ذلك أنهم سيحبون لعب الموسيقى والتي تم قمعها في عالمنا لإعتقاد الكثير أنها وسيله ترفيه تافه . ولكن تناولت دراسة حديثة ما اعتادت مجتمعاتنا على معرفته وما إعتقده الفلاسفة اليونانيين القدماء وهو أن الموسيقى عاليه الجودة هي عبارة عن تعليم من الدرجة الأولى . فهي تعزز النمو العقلي وتساعد الأطفال على البلاء بشكل أفضل في الرياضيات والمنطق . كما تقوم بتعليم الجماليات والتاريخ وتقدير الثقافة بطريقة لاتقوم بها أي مادة أخرى . هذا إلى جانب تعزيز السلوك المناسب والعواطف المتزنة و الإسترخاء الصحي . وبإعتبارها واحدة من القوى الأكثر نفوذا في العالم (قم بالتفكير في تأثير أغنية واحدة معروفة على الملايين من الأشخاص ) فإن للموسيقى القدرة على السمو بنا بشكل جماعي إلى مستوى أعلى في التفكير والعمل . ولكن مثل أي لغة فهي مهارة مكتسبه ونأمل أن نقوم جميعا بتعزيز دراستها وإستخدامها بشكل فعال .

1 G. Schlaug, L. Jancke, Y. Huang and H. Steinmetz, "In vivo morphometry of interhem ispheric assymetry and connectivity in musicians," Proceedings of the 3rd international conference for music perception and cognition (Liege, Belgium, 1994) pp. 417-418.

2 Amy Graziano, Matthew Peterson and Gordon Shaw, "Enhanced learning of proportional math through music training and spatial-temporal training," Neurological Research 21 (March 1999).

3 College-Bound Seniors National Report: Profile of SAT Program Test Takers. The College Entrance Examination Board, Princeton, NJ, 2001.

4 Rauscher, Shaw, Levine, Ky and Wright, "Music and Spatial Task Performance: A Causal Relationship," University of California, Irvine, 1994.

5 للإطلاع على قائمة بالأبحاث الإضافية حول الفوائد المترتبة على الموسيقى يرجى الذهاب إلى http://littlesingers.info/parents/why-study-music-studies-showing-amazing-benefits-of-music-education/.

6 Shinichi Suzuki, Nurtured by Love, 2nd Ed., Athens OH: Senzay Publications, 1983, pp. 79, 15.

7 Sadie Dingfelder, "Pitch Perfect," American Psychological Association 36:2 (Feb 05), p 32.

للحصول على مزيد من المعلومات حول السمع المطلق قم بالإطلاع على مقالتي الموجودة على هذا الرابط
http://pitchperfectmusic.org/articles/perfect-pitch-recognizing-notes-thin-air/.

الرجوع إلى أعلى الصفحة